قسم اللغة العربية

المزيد ...

حول قسم اللغة العربية

قسم اللغة العربية

نبذة عن القسم

يُعَدُّ قسم اللغة العربية من أوائل الأقسام العلمية بالجامعة افتتاحًا، حيث أنشئ لغرض تخريج الكوادر العلمية المؤهلة لتدريس اللغة العربية وآدابها، والعلوم الإسلامية بفروعها المختلفة، لطلاب مراحل ما قبل الجامعة، والإسهام في رفع كفاءة متعاطي العمل باللغة العربية في التعليم والإعلام، وكافة المناشط الأخرى.

بدأ العمل بقسم اللغة العربية منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي، وكان ينضوي أول الأمر تحت كلية المعلمين العليا، التي سميت فيما بعد بكلية التربية.

حقائق حول قسم اللغة العربية

نفتخر بما نقدمه للمجتمع والعالم

50

المنشورات العلمية

23

هيئة التدريس

373

الطلبة

0

الخريجون

البرامج الدراسية

No Translation Found
تخصص No Translation Found

No Translation Found...

التفاصيل

من يعمل بـقسم اللغة العربية

يوجد بـقسم اللغة العربية أكثر من 23 عضو هيئة تدريس

staff photo

أ.د. فاطمة محمد الأزهري الأزهري

فاطمة محمد الأزهري عبدالله هي إحدى أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغةالعربية بكلية الآداب طرابلس. تعمل السيدة فاطمة الأزهري بجامعة طرابلس بدرجة أستاذ وتعمل بالجامعة منذ عام 1996 ولها العديد من المنشورات العلمية في مجال تخصصها

منشورات مختارة

بعض المنشورات التي تم نشرها في قسم اللغة العربية

المدائـــح النبويـة في الشعر المغربي والأندلسي في القرن السابع الهجري

بعد هذه الرحلة الطويلة والممتعة مع الشخصية المحمدية من خلال استعراض المديح النبوي ببلاد العدوتين في القرن السابع الهجري، جاء الوقت الذي ألتقط فيه أنفاسي وأجمع أفكاري، وأرجع ببصري وبصيرتي إلى الوراء لاستخراج الخلاصة التي وصل إليها البحث. فقد حاولت في هذا البحث أن أرسم صورة جلية لقصيدة المديح النبوي خلال القرن السابع الهجري، وذلك بتناول المضامين والموضوعات الشعرية، وخصائصها الفنية؛ وقد توصلت إلى عدة نتائج يمكن تلخيصها فيما يلي: -إن الإرهاصات الأولى لفن المديح النبوي ببلاد العدوتين بدأت منذ القرن الثالث الهجري، ولكن ازدهارها وانتشارها الواسع لم يكن إلا مع أوائل القرن السابع الهجري، حيث سجلت حضوراً كبيراً في دواوين الشعراء وقصائدهم ومقطوعاتهم خلال عصر الدراسة. تتضمن المدحة النبوية مضامين مشتركة بين الشعراء في المشرق والمغرب الإسلامي؛ على الرغم من اختلافهم في تناول الموضوع كلٌّ حسب قدرته الفنية وبراعته الأدبية، والظروف الخاصة والعامة المحيطة به، وأغلب الشعراء دفعتهم عاطفة خالصة لمدح النبي الكريم غير مرتبطة بغرض مادي أو دنيوي، ولا مدفوعة بنوايا سياسية أو دينية. أهم الموضوعات التي احتوتها قصيدة المديح النبوي ببلاد العدوتين؛ تشمل: مدح النبي e، وذكر صفاته وشمائله الكريمة، وبيان معجزاته وفضائله والشوق والحنين للديار المقدسة، ومدح آثاره الكريمة (النعال)، ثم التوسل والتشفع بالنبي e؛ كل ذلك محملٌ بأرقى الأحاسيس والمشاعر التي تفيض وجداً ومحبة للشخصية المحمدية. ابتدع شعراء بلاد العدوتين خلال القرن السابع الهجري فنوناً للتصوير أو الصرف؛ التي تقتضي محاكاة الشكل، بأن يعود الشاعر إلى أعجاز قصائد مشهورة ويصرف معناها لمدح النبي. براعة شعراء المدح النبوي في بلاد المغرب والأندلس في تضمين مدائحهم صور ومعاني شعرية مستمدة من الموروث الديني، مستمدين منه حقائق الأمور المتعلقة بالشخصية المحمدية، بالإضافة إلى قوة التعبير والأسلوب من ألفاظ وتعابير القرآن الكريم والسنة النبوية. حظيت الأماكن التي ارتبطت بالشخصية المحمدية بالكثير من الاهتمام لدى الشعراء، خاصة الأماكن المقدسة (مكة، طيبة، البيت الحرام زمزم. . ) وقد امتزجت هذه الأماكن بالمدائح النبوية بصورة مؤثرة انعكست على الشعراء فأفاضوا في الحديث عنها، فمنهم من تناولها في ثنايا مدائحه النبوية، والبعض الآخر أفرد لها قصائد خاصة، حوت تجربته الذاتية وحنينه لزيارة تلك المواطن المقدسة. تعلق الشعراء ببلاد العدوتين بالشخصية المحمدية باعتبارها الملاذ والملجأ الذي يقيهم ويلات الحياة وخطوبها، وتقودهم لتحقيق النصر على أعداء الإسلام، فشكلت الشخصية المحمدية رمزاً للبطولة والشجاعة والإقدام، ومحفزاً للجهاد في سبيل الله. حاول الشعراء إبراز الجوانب الأخلاقية والإنسانية في النبي e، من خلال إظهار خصال وملامح الشخصية المحمدية، وما تمثله من خير وصلاح يعود على الخلق كافة، فالنبي يمثل رمزاً للمحبة والعدل والحرية والحق والكرامة الإنسانية. درج أغلب الشعراء ببلاد العدوتين على تقليد القدماء في البناء الشعري لقصيدة المديح النبوي، مع وجود بعض محاولات التجديد في مقدمة القصيدة النبوية وتحولها إلى مقدمة دينية أو تشوقية أو صوفية. . ، وقد شهد العصر خروج القصيدة عن مضامينها التقليدية الموروثة إلى معاني صوفية أكثر عمقاً وإيحاءً، كما اعتمدت بعض القصائد والمقطوعات النبوية على الولوج إلى موضوع القصيدة دون مقدمات، وذلك بما يلائم الظروف والمناسبات التي قيلت فيها المدائح النبوية. وفيما يخص الشكل، فيمكن القول بغلبة الموروث الشعري القديم على قصيدة المديح النبوي ببلاد العدوتين، الذي يعتمد المقدمة الغزلية ووصف الرحلة والراحلة. . ، ثم التخلص منها للولوج إلى مدح النبي وإبراز ملامحه الخاصة والعامة، يلي ذلك التوسل بالنبي وطلب شفاعته، ثم الخاتمة والتي غالباً ما تكون بإرسال التحية والصلاة والسلام على سيد الخلق، مع وجود بعض المحاولات للخروج عن هذا النمط التقليدي، حيث اتخذت المدائح أشكالاً جديدة منها مدح النعال، والشفاعة والتوسل، والشوق والحنين للديار المقدسة. لقد شكلت المواقف والظروف الحياتية للشعراء ببلاد العدوتين خلال القرن السابع الهجري خطوطاً عريضة، انطلقوا من خلالها لرصد الملامح المحمدية، حيث أدى سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى عدم الاستقرار النفسي لديهم، مما جعلهم يلجأون إلى الله ورسوله طامحين إلى تحقيق الأمن والطمأنينة في قلوبهم. رصدت الدراسة استخداماً لعدة أنواع من الصور الشعرية منها: البيانية والبديعية كالتشبيه والاستعارة والكناية والتشخيص، كما اهتم الشعراء بالمحسنات البديعية التي أثرت المدائح النبوية بعديد المعاني والأخيلة، ويؤكد هذا الاهتمام على رفعة الذوق الشعري لدى شعراء العدوتين ومن جانب آخر ظهرت صور شعرية لم تكن لتظهر لولا مدح النبي الكريم. تميزت قصيدة المديح النبوي خلال القرن السابع الهجري بهيمنة المعجم التراثي في عدة جوانب منها، بالإضافة إلى تأثير الاحتكاك الحضاري بما يوافق التجربة الفنية والوجدانية لدى الشعراء. أما عن الأسلوب فقد تراوحت قصائد المديح النبوي بين الرقة والسهولة واليسر وبين الفخامة والجزالة والقوة؛ وذلك بما يوافق التجربة الفنية والوجدانية لدى الشعراء. التزم الشعراء ببلاد العدوتين بالأوزان التقليدية الطويلة، والقوافي الفخمة التي سار عليها مداح النبي في المشرق الإسلامي، وهذا ما ساعد في تحقيق مظهر الجلال الموسيقي لقصيدة المديح النبوي. تؤكد الدراسة وجود علاقة وطيدة بين العقيدة والفن، حيث يؤدي التحامهما معاً لتحقيق عدة أغراض فنية وموضوعية في المجتمع الإسلامي مما يبعث في النفوس القوة والحب والاطمئنان وهذا ما دفع الشعراء إلى التشبث بفن المديح النبوي عبر العصور وإلى يومنا هذا. وخلاصة القول، إن شعراء المديح النبوي ببلاد المغرب والأندلس خلال القرن السابع الهجري قد اهتموا بالجانب الديني على حساب الجانب الفني في قصيدة المديح النبوي مما جعل قصائدهم تميل إلى التقليد والارتكاز على الموروث الشعري القديم، كما مالت لغتهم وأساليبهم الشعرية إلى البساطة، ودخلت بعض الأبيات في التكلف. . ، وذلك لتركيز الشعراء على الدفاع عن الإسلام والمسلمين، الذين تعرضوا في ذلك الوقت إلى حملات شرسة غرضها تحطيم الإسلام وكسر شوكته، مما حذا بالشعراء وهم في معظم الأحيان ضمير الأمة وصوتها الناطق للدفاع عنه باللجوء إلى الله ورسوله داعين الأمة الإسلامية لمواجهة الخطر مهما بلغت قوته متأملين النصر، كما انتصر النبي على أعداء الإسلام. عجالة لا يمكن أن تشمل كل ما وصل إليه البحث من نتائج ولا أزعم في دراستي هذه أنني حققت كل ما أريد، ولكن هذا مبلغ العلم وغاية الجهد. وأرجو أن يتقبله الله، ويغفر هفوات اللسان وتعثر القلم في الوصول إلى المبتغى.
خديجة عمران أبو بكر مادي(2007)
Publisher's website

اعتراضات أبي البقاء العكبري النحوية على النحاة في كتابه المتبع في شــرح اللمع

في الختام يمكن تلخيص أهم النتائج التي توصّلت إليها في النقاط الآتية: كان العكبري في اعتراضاته متأثراً بغيره من النحاة البصريين كسيبويه، والفارسي، والزجّاج، ومقتفياً لهم. استدلّ العكبري بالأصول النحوية المعتبرة: كالسماع والقياس والإجماع، وكان معظما للسماع ومقدماً له على غيره من الأصول الأخرى. لم يأخذ العكبري بالإعراب المؤدّي إلى حمل القرآن الكريم على النادر من أقوال النحاة. تابع العكبري البصريين في إعراب الشواهد القرآنية. كان العكبري متابعاً للبصريين في عدم القياس على المسموع الشاذ من كلام العرب. أيّد العكبري بعض آراء ابن جنّي. كرأي ابن جنّي في أنّ العامل في الفاعل هو إسناد الفعل إليه، ووافقه أيضاً في أنّ حقيقة الإعراب معنوي وليس لفظياً. كان العكبري في اعتراضاته مصحّحاً لعبارات وحدود ابن جنّي النحوية، ولغيره من النحاة. بقت آراء العكبري في المتبع كما هي في اللباب، ولم يتغير منها إلاّ القليل. 9- لم تكن آراء العكبري النحوية حبيسة مؤلفاته، بل تداولها النحاة بالأخذ والرد ونقلتها بعض الكتب كالدر المصون للسمين الحلبي، وشرح التصريح للأزهري، وشرج جمل عبد القاهر الجرجاني للبعلي. غفل العكبري في المتبع عن نسبة بعض الآراء إلى أصحابها، ونسبها في اللباب.
فوزي حسين عبد الله الراشدي (2013)
Publisher's website

أوجه الاتفاق والاختلاف بين الزمخشريّ (ت 538هـ) من خلال كتابه الكشّاف، وأبي حيّان الأندلسي (ت 745هـ) من خلال كتابه البحر المحيط

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه تدرك الغايات، وبعد: فإن هذه الدراسة التي تمثلت في أوجه الاتفاق والاختلاف بين الزمخشريّ من خلال كتابه الكشّاف، وأبي حيّان الأندلسي من خلال كتابه البحر المحيط، قادتنا في نهاية المطاف إلى تقرير النتائج الآتية: إن دراسة تفسير الكشّاف دراسة سليمة، لا تتهيأ إلا لمن درس حياة الزمخشريّ، وما كان يحوطها من ظروف سياسية، واجتماعية، وفكرية، تلك الحياة التي كانت تتقاسمها الآلام والآمال، حيث نشأ الزمخشريّ منذ صباه في بيئة تموج بالاعتزال، واحتضنه منذ بداية حياته العلمية شيخه ـ أبو مضر محمود بن جرير الأصفهاني ـ المعتزلي وأواه، وبانتقاله إلى مكة ليلتقي بولي نعمته أمير مكة ـ ابن وهّاس ـ الذي كان يقاسمه في الفكر والرأي، فبالغ في تكريمه، والإحسان إليه، وعوضه عن كل ما فاته، وقد جُبِلَتْ النفوس على حب من أحسن إليها، كما لقيَّ هناك من أرباب الفرق الكلامية الأخرى من كان يشايعه، ويناصره في فكره، مما شجّعه على كتابة تفسيره في مكة، وقد كان لكل تلك العوامل أثرها الواضح في توجهه الفكري في كشّافه، في حين تميزت حياة أبي حيّان بالاستقرار النسبي مقارنة بحياة الزمخشريّ، فما أن دخل مصر حتى لقي حظوة وعناية يليقان بمقامه، مما هيأ له الإقامة بها إلى آخر حياته، وقد كانت مصر قبلة للعلماء، وطلاب العلم من أهل السنة يومئذٍ، فكانت فرصته في إشباع رغبته في التعلم والتعليم في آنٍ واحد، ويبدو من مقدمة تفسيره أنه كانت بين يديه مجموعة هامة من كتب التفسير والعلوم الشرعية الأخرى، فعمل على انتقاء مادته وتفسيره من مصادر كثيرة، كما أن ما كان يتميز به أبو حيّان من حاسة نقدية، وأمانة علمية في النقل والاقتباس قد زاد منهجه في التفسير اتقانًا وإحكامًا، وزاد قيمة كتابه البحر المحيط رفعة وتقديرًا، وبذلك تجلى عامل التفاضل بين هذين الكتابين في التفسير من جوانب مختلفة. ينتمي الزمخشريّ في مذهبه النحويّ إلى المدرسة البغدادية التي استمدت أصولها من آراء أصحاب المذهبين الرئيسيين في النحو: البصري والكوفي، باختيار ما يناسب منهما الرؤية الفكرية لعلمائها، وكان الزمخشريّ يميل إلى المذهب البصريّ في أغلب مسائل النحو، وأبو حيّان ينتمي إلى المدرسة الأندلسية القائمة أساسًا على الاختيار أيضًا من المذاهب السابقة ما يوافق علماءها، وإن عُدَّ أبو حيّان أندلسيًا فهو يُجِلّ المذهب البصريّ، وإمامه سيبويه إجلالا كبيرًا إلى حد التعصب في بعض المسائل. قد يخرج الزمخشريّ عن تطبيق المذهب البصريّ عندما يرى أن المذهب الكوفي يعينه في توضيح المعنى وبيان أسراره، وكذلك أبو حيّان طبّق بعض آراء الكوفيين، ولكنه كان يشترط في اتباع المذهب الكوفي أن تسنده شواهد مسموعة عن العرب. المعنى عند الزمخشريّ أولى بالاهتمام من قواعد النحو، فالاهتمام بتوضيحه قد يخرجه عن الأصول والقواعد النحوية بابتداعه آراء جديدة على النحو والنحاة، وقد رفض أبو حيّان ذلك؛ لالتزامه بتطبيق قواعد النحو وتوجيه المعنى على أساسها، وتلك سمة تميز بها النحاة المتأخرون. نقل أبو حيّان عن الزمخشريّ عند استحسانه رأيه في مواضع، وإن كانت قليلة، ونقل عنه أحيانًا بعض آرائه دون نسبته إليه، إلى جانب موافقته له في بعض أوجه الإعراب؛ لانتمائهما إلى مذهب نحويّ واحد. يعتبر السّماع الأصل المقدّم على كل أصول النحو عندهما، لاسيما الاستشهاد بالقرآن الكريم وقراءاته، وقد يتخذ أبو حيّان السّماع حجة ضد ما يذهب إليه الزمخشريّ من آراء نحوية. إن استشهاد الزمخشريّ بالحديث الشريف كان أكثر من استشهاد أبي حيّان، إذ اشتهر عن أبي حيّان رفضه الاستشهاد بالحديث، وقد صرّح بهذا الرفض، لكنه لم يلتزم بذلك، واستشهد ببعض الأحاديث في بعض المسائل النحوية. كان موقفهما من الاستشهاد بالشعر موافقًا لمنهج النحاة الأوائل في معظم الأحوال، إذ كان كلام العرب شعرًا ونثرًا دليلا من أدلة النحو، ومن يُستشهد بقولهم من العرب الموثوق بعروبيتهم، على الرغم من إيرادهما شعر بعض المولّدين، ولكن كان ذلك استئناسًا لا احتجاجًا بشعرهم. اتفق الزمخشريّ وأبو حيّان في جعل القياس أصلا ودليلا من أدلة النحو عند اطّراده، فكلاهما صرّح برفضه البناء على الشاذ والقليل، واتفقا في تصريحهما بوجوب الأخذ بالسّماع الكثير إذا خالف القياس الصحيح، مع هذا لم يلتزم كلاهما بذلك، فجاء قياس كل منهما على القليل. أكد كل من الزمخشريّ وأبي حيّان، أن لكل عامل معمولا، وهو الأثر الذي يحدثه، وأن كل أثر لابد له من مؤثر وهو العامل، وإن حذف أحد الطرفين: العامل أو المعمول، لابد من وجود دليل عليه، كما أكد كلاهما تأثير العامل في توجيه المعنى، وفهم الأساليب والتراكيب. نظرًا لاتفاقهما في المنهج النحويّ، فقد نتج عن ذلك اتفاق في مسائل خلافية في إعراب آي الذكر الحكيم. إن السبب الرئيس لتعقب أبي حيّان الزمخشريّ هو اعتزاله، وانتصاره لمذهبه الاعتزالي عن طريق الصناعة النحويّة. إن أبا حيّان كان كثيرًا ما يخالف الزمخشريّ رغبة في المخالفة لا أكثر، ويظهر ذلك في النقد الموجه من تلميذه السمين الحلبي؛ لشيخه أبي حيّان. إن الزمخشريّ لا يتردد في مخالفة إجماع النحاة، إذا كان ذلك يبين سرًا بلاغيًا، ونكتة بيانية في النظم القرآني الكريم، وهذه ثغرة استغلها أبو حيّان لمخالفته بما أجمع عليه النحاة. كان الزمخشريّ يتوسع في الحذف، فيكثر من تقدير القول، وتأويله مستعينًا في ذلك بالمعنى الذي يحتويه التركيب، مسوغًا ذلك بالنكات البلاغية، والأسرار البيانية التي تظهر عند تأويله، أما أبو حيّان فغالبًا ما يدعو إلى حمل الكلام على ظاهره دون الحاجة إلى الحذف والتقدير. وفي الختام أقول لقد خرجت من هذا البحث، وقد تجلى لي بعد طول البحث أن تفسير الكشّاف وأثره فيما جاء بعده من كتب التفسير، يرقى ليكون مشروع بحث علمي مستقل جليل الفائدة، وكذلك القول في تفسير البحر المحيط. وإنني أسأل الله تعالى أن يوفقني وغيري من طلبة العلم والباحثين؛ لمواصلة البحث في هذا الاتجاه، لخدمة عدد من كتب التفسير التي تحتاج لدراسة. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت، وإليه أنيب، والحمد لله رب العالمين.
محمد صالح ســرار معتمد (2013)
Publisher's website